بلال اللهيب-بلجيكا
********************************
أصل اللهيب في لبنان
هناك العديد من الاقاويل حول اصل اللهيب في لبنان ولكن سأذكر ثلاثة أقوال
المقولة الاولى: وهي ان اللهيب في لبنان يرجع اصلهم الى أبي لهيب عم الرسول صلى الله عليه وسلم إمتدت الى كافة البلاد العربية مع امتداد الدين الإسلامي حتى وصلت الى بلاد الشام ومنها الى لبنان.
المقولة الثانية هي ان اصل اللهيب من اليمن وهي قبيلة قحطانية سكنت اليمن لمدة طويلة من الزمن ثم انتقلت بقصد البحث عن الاراضي الخصبة والمراعى الى نجد فبقى قسم منهم في اليمن وقسم منهم في الجزيرة العربية فبدئوا في الهجرة الى سوريا والعراق والاردن و فلسطين ولبنان وتركيا .
أما المقولة الثالثة وهي حسبما ذكره الاستاذ والباحث والمؤرخ عبد الله السالم وأرى شخصيا انها الارجح وهي أن اللهيب في لبنان و فلسطين بشكل عام عشيرة واحدة من اب واحد من ذرية محمد بن جبر أي انهم ابناء محمد بن جمعة بن محمد(لهيب العطية )بن جبر **هاجروا بعد عام 1800 من ولاية دير الزور التي كانت عاصمة قبيلة الجبورإذ تم غزو الجبور من قبل اربعين عشيرة عربية فتفرقت عشائر الجبور ومنها اللهيب الى العراق وفلسطين والأردن ولبنان**(عن الاستاذ عبد الله السالم).
إلا انني أختلف مع الاستاذ عبد الله السالم ’ الذي أكن له كل المودة والاحترام’حول كيفية الهجرة الى لبنان’فانا اعتقد-وهذا الاعتقاد سائد بين كل اللهيب في لبنان-نعتقد بأن اللهيب هاجروا من حلب وبالتحديد من منطقة يقال لها حَص حلب(منطقة قرب حلب)’وقد هاجر الى لبنان الاخوه عريميش وفارس’وعريميش هذا كان يلقب بالبابا ولذلك نجد حتى الان ان هناك فخذ بالكامل يسمى بالبابا نسبةً الى لقب عريميش.هذا ما ذكره لي شخصيا الاخ طراد الحمدان وهو من الاشخاص المهتمين بنسب اللهيب في لبنان وقد عايش الجيل القديم وأنشأ فريق لكرة القدم للهيب عالم 1979 وقام بطبع رزنامة للفريق ووضع عليها مشجرة اللهيب وهي المشجرة الوحيدة التي اشترك فيها العديد من كبار اللهيب’وقد حاولت الحصول على واحدة الا انه قال لي انه لا يملك اي منها وسيسأل عنها بعض الاشخاص واذا ما حصل عليها سيرسلها لي.
وإذا ما اردنا ان نحلل ونقارن بين ما اذكره الان وما ذكره الاستاذ عبد الله السالم فقد نستطيع ان نستخلص احتمالين وهما كالاتي
1: ان اللهيب قد يكونوا هاجروا من دير الزور الى حلب اولا ومن ثم الى لبنان.
2:ان اللهيب في لبنان اصلهم من حلب في سوريا
أترك النتيجتين بين ايديكم وايدي الباحثين والمؤرخين كي يدلوا برأيهم
,فالارامشة(الهرامشة) والحمدون ذهبوا الى فلسطين والجولان ألا أنهم هاجروا مرة أخرى ألى جنوب لبنان بعد نكبة فلسطين عام 1948.
طريقة حياة اللهيب في لبنان
هم بدو وكانوا حين وصولهم الى لبنان فقراء,وقد سُموا سابقا بعرب اللقوق ,واللقلوق هو جبل كبير يقع غربي العاقورة وتنورين في سلسلة جبال لبنان الشرقية وقد اشترت اللهيب هذا الجبل في ايامهم الاولى في لبنان ولكنهم عادوا وباعوه لمحامٍ اسمه ايمانويل اليونس,وتقاسموه بينهم لانهم كانوا لا يحبون امتلاك الاراضي وكان هذا في عام 1964 تقريبا لانهم كانوا بدو رحّل يتنقلون من مكان الى اخر بحثا عن المراعي وقيل انهم كانوا يعدون نحو 50 بيتا,وكانوا يعتمدون في حياتهم على الماشية كالاعنام والماعز,وكانت حياتهم بسيطة للغاية وهم بالاغلب فقراء وأميين في ذلك الوقت ويعانون من شظف العيش وقساوة الحياة,وبما انهم كانوا أميون فلم يرسلون اولادهم الى المدارس لانهم يريدون أن يبقى اولادهم الى جانبهم لرعي الماشية,كان هذا في بداية قدومهم إلى لبنان إلا أن حياتهم بدأت تتغير مع دخول أفراد القبيلة المجتمع اللبناني واندماجهم في الحياة المدنية بعد ان حصلوا على الجنسية اللبنانية عام 1932,ولم يكن هذا سهلا في البدايه الامر فكانوا لا يعيشون ولا يندمجون إلا مع بعضهم وكانوا يقيمون في الخيم وبيوت الشعر بشكل جماعي ولا يفترقون ابدا, فكان تنقُل قبيلة عرب اللهيب في لبنان مرتبطاً باوضاع فُرضت عليهم كالحروب والتنقل للبحث عن اماكن اكثر تلاؤماً.
ففي الصيف كانوا يرحلون إما الى الجبل حيث الهواء العليل والشمس الدافئه والمرعى الوافر وإما الى البقاع حيث المراعي الخصبة والماء الوفير أيضا, وكانوا يقيمون في منطقة سعدنايل-محافظة زحلة في البقاع الاوسط ,ومع الزمن اصبح هناك العديد من العلاقات الاجتماعية بين سعدنايل وأفراد القبيلة انتهت الان بزواج افراد القبيلة من بنات البلدة أو العكس.
أما في فصل الشتاء فكانوا يسكنون في الجنوب في منطقة الزهراني والغازية وحبوش والقعقاعية ولكنهم في بداية السبعينات سكنوا في مدخل عين الحلوة في منطقة التعمير شتاءً,وبقوا على هذا الحال الى أن وقعت المشكلة التي حدثت بين افراد قبيلة اللهيب في خريف عام 1977 وذهب عدة ضحايا من الفريقين,ومنذ تلك الحادثة تشتت جمع اللهيب ولم يبقَ منهم في صيدا إلا عدة بيوت لا يكاد عددهم ان يتجاوز أصابع اليد الواحدة,أما البقية فقد تشتتوا بين البقاع وبيروت والشمال, وسآتي على ذكر هذه الحادثة بالتفصيل.
أما عن حياتهم في الوقت الحاضرففد تبدّلت وأصبحت تميل إلى الرخاء ,فلديهم البيوت وحتى القصور لبعض الاشخاص منهم,ولديهم املاك واراضي في كل المناطق اللبنانيةوفي عام 1932 حصل في لبنان الاحصاء الاول للسكان واللهيب كانوا من بينهم, وقبل هذا التاريخ كان لبنان تحت الانتداب الفرنسي,اي ان اللهيب في لبنان كانوا من اوائل الاشخاص الذين حملوا الجنسية اللبنانية فقد حصلوا على الجنسية اللبنانية منذ الاحصاء الاول,وبقي عدد قليل منهم غير مجنّس بسبب الفكرة التي راودت كبار العشيرة وهي ان الدولة اللبنانية سوف تأخذ أولادهم إلى الجيش الإجباري وهم بالطبع لا يريدون ذلك لأن ذلك سيحرمهم من مساعدة اولادهم بالرعي,ولكنهم عادوا وحصلوا عليها منذ فترة قريبة.
وفي الوقت الحاصرايضا لم يبقَ منهم احدا في مهنة الرعي بالماشية,فكل الاجيال الحالية تعلمت ولكنها تفتخر بإنتمائها للقبيلة وتفتخر بإسلامها وعروبتها,وقد اصبحوا اساتذة واطباء ومهندسين وانخرط قسم كبير من شباب اللهيب في الجيش اللبناني,فمنهم ضباط ورتباء وجنود في الجيش اللبناني ,وقد هاجر قسم كبير منهم الى اوروبا وخصوصا الى المانيا وهولندا وبلجيكا والنمسا والدنمارك والسويد وغيرها هؤلاء الشباب هاجروا مع عائلاتهم بعد أن اصبح الوضع في لبنان سيئ للغاية,وقد بدأت الهجرة الى اوروبا عام 1987 وأول الاشخاص الذين هاجروا الى المانيا هم محمود شاهين وخالد ذياب العمران . واللهيب جميعهم من المسلمين السنة ولا يدينون إلا بالإسلام دينا.
ملاحظة هامة:
هناك فرق بين قبيلة اللهيب الذين قدموا من فلسطين والجولان بعد النكبة عام 1948 وبين اللهيب الذين جاؤوا من الجزيرة العربية مباشرةً الذين استوطنوا في جبل اللقلوق,واللهيب الذين قدموا من فلسطين وسكنوا في جنوب لبنان وهم فندتان : الارامش وتنزل في جنوبي قضاء صور: والثانية الحمدون في تنزل جنوبي جبل عامل.
فتاريخ الارامشة والحمدون من اللهيب الذين أتوا من فلسطين والجولان يبدأ في لبنان فقط بعد نكبة فلسطين عام 1948 أما اللهيب الاصليين الذين قدموا لبنان من دير الزور والعراق والجزيرة العربية منذ حوالي مئتي عام-1800 على الارجح-تاريخهم غائر في القدم ,ومن هنا يظهر لنا الفرق بين أفراد القبيلة الواحدة في لبنان فرغم اننا ابناء عشيرة واحدة وهناك العديد من العادات والتقاليد المشتركة إلا اننا لم نلتقٍ يوماَ, فمساكننا غير مساكن الارامشة( الهرامشة) والحمدون.
كما ان هنا فخذ يسمى العرانسة وهم من اللهيب الاصليين في لبنان الا انهم اختلفوا فيما بينهم بسبب عرنوس ذرة ولذلك سمّوا بالعرانسة وبالحقيقة هم افترقوا عن اللهيب بعد العرنوس ولم يعيشوا مع اللهيب الاصليين,وهناك ايضا خطأ في نسبة عرب المسلخ الى اللهيب,فهؤلاء ليسوا من اللهيب بل انهم من الكريدين البقارة,والمسلخ هي منطقة في بيروت قرب الكرنتينا,وقد هجروا منها اثناء الحرب الاهلية اللبنانية سمّوا بعرب المسلخ نسبةً لهذه المنطقة,لذا وجب التذكير.

الحادثة عام 1977 بالتفصيل:
قبل أن ابدأ هذه الواقعه أود أن أسجل الآتي:
أنا أذكر هذه القصة لا من أجل الرجوع ألى الماضي الأليم بل أريد أن أسجل حدثٌ للتاريخ, والتاريج يجب أن يكون مبنيٌ على الواقع والحقيقة,وعلى أحداث قد حصلت فعلا كي تُكتب بصدق فلا يجوز أن تكون مبنيٌ على الأهواء والرغبات,ولا على الآماني والخيالات,فهو واقعٌ وتاريخٌ لا بدّ من ذكره بحلوه ومرّه ولا يجوز أن نختزل قسما أو جزاءً منه من أجل إرضاء طرفِ ما.
وأنا شخصيا أعتذر لكل فردِ من أفراد قبيلتنا الحبيبة (اللهيب),أعتذر إذا ما لامست سطوري هذه شعور أحد وأعتذر إذا ما جرحت أو أذيت أحداً,فأنا لا أريد سوى كتابة التاريخ وكتابة التاريخ لا تكون باختزال او نسيان أي حدثِ,بل تحتاج الى الجرأة والنزاهة.وإذا ما قرأ سطوري هذه أحد من أفراد قبيلتي في لبنان والعالم أرجو منكم جميعا المعذرة على فتح ملفات الماضي ,مع رجائي وأملي أن يكون الجرح قد شُفي واندثر تحت تراب الماضي ,وأنا واثق من أن الجيل الجديد قد تجاوز هذه المرحلة ولم يعد يفكر بأن هناك فرق بين البابا والغندور وأصبحنا نشارك في الافراح والاحزان بين بعضنا البعض وتخلينا تماما عن كل ما يدعو الى العصبية القبيلة والتنازع والتناحر بيننا,أضف الى ذلك فإن كثيرا من الجيل القديم نسي أو تناسى وتجاوز هذه الفترة.
مع عدم الانكار بأن بعض الافراد من الجيل القديم من الطرفين ما زالوا متمسكين بالعصبية فلا يشاركون الطرف الآخر بالافراح والاحزان,ولا يتبادلون الزيارات,هداهم الله الى الصواب.
أما الجيل الجديد فكل شيئ مختلف فهم لا يعرفون العصبية بل يعيشون مع بعضهم متحابين متآخين ويشاركون بعضهم في الافراح والاحزان وعقولهم منفتحة وتتقبل الاخر لان الاخر هو الاخ والصديق .

كما ذكرت سابقا بأن اللهيب كانوا يعيشون في الجبل والبقاع صيفا وفي بيروت والجنوب شتاءً,ولكن حدثت في لبنان حربٌ أهلية في عام 1975 وانتهت عام 1989 مما جعل العرب الذين كانوا يعيشون في بيروت في مناطق بعبدا والانطونية وتل الزعتر والنقاش أن يرحلوا الى صيدا قرب المدخل الشمالي لعين الحلوة قرب جامع المصليين ويسكنوا مع بقية العرب هناك.
.
وفي القبيلة أفخاذٌ متعدده وكبار وشباب مما جعل الافكار متناقضة ومختلفة ,في البدايةحدثت عدة مشاحنات بين الفريقين وكان هذا بين عامي 1976 و1977 وقد انقسمت القبيلة الى قسمين وهما البابا وما ينضوي تحته من افخاذ مثل الجدوع ودباح وعمران وشاهين وعليوى وخليف وخليفه وحمود والاحمر,أما القسم الثاني فهم الغندور وينضوي تحتهم فارس والحمد وفريج وسليمان وحمدان والحسن والحدّو.
ففي أحد أيام الخريف وبينما كان الجميع يحتفل بعرسِ لآل فريج في صيدا حدث شجار بين شباب الفريقين ما لبث أن تحول الى إطلاق رصاص وذهب ضحية ذلك ثلاثة أشخاص,شاب وبنت من الغندور هما المرحومة حليمة الغندور والمرحوم موسى الفريج وشاب من البابا وهو المرحود عيد حمد الدباح(كان ضابطا في الجيش اللبناني) وهذا ما دفع الغندور بالاخذ بالثأر وقد حدث هذا في أذار 1978 عندما قتلوا رجلا من البابا وهو حمدان البابا وكان نائما في بيته,عندها تفرق الجمعً وتشتتوا فذهب قسم منهم الى بيروت والشمال وقسم آخر الى البقاع وبالتحديد الى منطقة سعدنايل قرب زحلة.
وفي سعدنايل كان الطرفان متواجدين هناك ولكن بشكل متفرّق ,فكل طرف التزم حدوده ولم يحصل أي صدام بين الفريقين ألى أن جاء عام 1981 حين قام غسان البابا وهو ابن المرحوم حمدان البابا قام بأخذ الثأر فقد قتل المرحوم أحمد الغندور .
بعد هذه الحادثة الاليمة حاول العديد من القبائل المجاورة بإقامة الصلح بين الطرفين إلا أنهم لم يفلحوا وبقيت الاضغان والاحقاد في صدور كبار اللهيب وكما ذكرت سابقا بأن الجيل القديم من الطرفين ما زالوا متمسكين بالعصبية ألى يومنا هذا فلا يشاركون الطرف الآخر بالافراح والاحزان,ولا يتبادلون الزيارات في الاعياد والمناسبات.
مشايخ عرب اللهيب في لبنان:
أقول وبكل صدق أن اللهيب بعد الحادثة الذي حدث بينهم عام 1977 لم يبقَ لهم شخصاً يسمونه شيخاً خصوصاً بعد ان تشتتوا ولم يبقوا مجموعين كما في السابق,أما في السابق فكان اللهيب في لبنان يحتكمون لشيخ واحد وهو الشيخ أحمد الحماد, واحمد الحماد اسمه الشيخ احمد الحمود سليمان فارس اللهيب وهو الذي كان يدفع الضريبة الاميرية للحاكم التركي في طرابلس نيابة عن عرب اللقلوق وصكات الدفع مازالت موجودة عند احفاده حتى اليوم,
وأخر شيخ للهيب اللقلوق هو المرحوم ذياب الجاسم المتوفي في مدينة طرابلس,
ولكن بعده لم ينتخب اي شخص مكانه حتى هذه اللحظة وقد لمعت بعده أسماء بعض الشخصيات من كبار القوم ولهم مكانتهم واحترامهم في عشيرة اللهيب في لبنان واذكر منهم على سبيل المثال :.......fortzetzung teil 2....continue part 2....araga2 gise2 il tani....------->>>>

على هذا الموضوع فارجو ان تعجبكم واطلب من كل شخص لديه معلومات او تعليقات اضافية فارجو ان يرسلها لي وانا ساكون سعيدا بالتواصل معه والله من وراء القصد,فانا اريد ان اعرف اكثر عن تاريخ قبيلة اللهيبفي لبنان دون الرجوع الى الجاهلية او العصبية القبلية,فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم يقول(تعلوما من انسابكم ما تصلون به ارحامكم)
فارجو الرد على هذا الموضوع مع جزيل الشكر لكم جميعا